بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / معادلة معرفيَّة / /الْمَعْرِفة والحُجِّيَّة والبرهان وما شاكلها لا تَسْتَتِمُّ إلَّا بمجموع أَطراف ثلاثة/ هناك قضيَّة يَجْدُرُ الْاِطِّلَاع عَلَيْهَا وصَرْفِ النَّظَرِ إِلَيْهَا ، حاصلها : أَنَّ الْعِلْم واليقين والْمَعْرِفة والحُجِّيَّة والبرهان وما شاكلها لا تَسْتَتِمُّ إلَّا بمجموع أُمُور وأَطراف ثلاثة : الأَوَّل : الواقعيَّة في كبد الحقيقة. الثَّاني : المُتلقِّي ، وهو العقل . الثَّالث : النور الكاشف والْمُظْهِر . وعليه : فلا يمكن للثَّاني ـ وهو العقل ـ أَن يُلغي دور الثَّالث ـ وهو النور ـ ، وكذا العكس ، كما ولا يمكن لكليهما أَن يُلغيا دور الأَوَّل ـ وهو الواقعيَّة ـ . ومنه يتَّضح : أَنَّ ما يُذكر في العلوم الدِّينيَّة من رباعيَّة الحُجج ـ الكتاب الكريم ، والسُّنَّة الشَّريفة ، والعقل ، والوجدان (أو المكاشفات الوجدانيَّة والْعِلْم الذوقي) ـ هو جمع بين هذه الأُمور الثلاثة ، فإِنَّ الكتاب الكريم والسُّنَّة الشَّريفة عبارة عن الأَمر الثَّالث ، والعقل والوجدان عبارة عن الأَمر الثَّاني ، وواقع المعلومة الدِّينيَّة عبارة عن الأَمر الأَوَّل ، وبإِقصاء طرف من أَطراف هذه المعادلة يختل الميزان الْعِلْمِيّ والْمَعْرِفِيّ . وصلى الله على محمد واله الاطهار